الأخبار والمقالات
بين الحرية والنفاق… الشجاعة والاستنعاج
قالوا:
من يعش في خوف لن يكون حراً أبدا.
وأقول:
إن من أعظم أوبئة العصر هي
الخوف ، وقد صدق عليه الصلاة والسلام عندما قال:
إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له يا ظالم فقد تودع منهم.
المشكلة أن مرض الخوف استشرى في الأمة، وأكثر من تجد عندهم الخوف
علية المجتمع وسادة القوم، وصفوة المثقفين، وخاصة المتعلمين، وهم يمنون أنفسهم
ويكذبون على أنفسهم بأن هذا عقلانية!!!
فإذا كان رب البيت طبالا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
فلنطلق الخوف البتة، ولنرقص على جراحنا لا على خوفنا…
فسحقا لتسمية الأسماء بغير أسمائها!!!
فنحن في عصرٍ يسمى فيه الربا فائدة، والخمر مشروبات روحية،
والنفاق مجاملة،
والجبن والخور والضعف عقلانية!!!
فإلى المستحذيين الذين لوَّنوا بالخوف حياتهم، وبالجبن
صفاتهم، وبالخور أخلاقهم، وبالضعف أعمالهم، وبالتبعية حاضرهم، وبالاستحذاء
مستقبلهم…
أقول لهم: إن الحرية هي الحياة، والحياة هي الحرية…
فكم من مظلوم أو مقهور أو مسجون أو متغول عليه يسمو في علياء
حريته، فيرى نفسه أسمى من الشمم، وهمته أعلى من القمم، لا يهتم بمتعة مادية دون
حرية لأنه يعتبرها فتاة ورمم…
هو حر في روحه وعقله وقلبه، يتنفس الحرية وينام بها ويستقيظ
وإن ظنه الناس عكس ذلك.
وكم من أصحاب رواتب ومناصب علمية وإدارية يظنون الحرية في
الحركة والمال والمتعة والجمال… وهم في الحقيقة سجناء الخوف والضعف، معذبوا
النفوس… مقهورون… مسجونون في سجون أرواحهم الضيقة، ونفوسهم النزقة،
وأخلاقهم الحمقة… والناس تظنهم عكس ذلك…
فلتكن أخي اختي من الأحرار لا من المنافقين….
فكن حرا؛ لأن الحر كما قالوا:
الحُرُّ يأبى أن يبيعَ ضميرَه… بجميعِ ما في الأرضِ من
أموالِ
–ولكمْ
ضمائرُ لو أردْتُ شراءَها…. لملكْتُ أغلاها بربعِ دينارِ
–شتانَ
بين مصرحٍ عن رأيهِ… حُرٍ وبين مخادعٍ ختالِ
–يرضى
الدناءةَ كلُّ نذلٍ ساقطٍ… إِن الدناءةَ شيمةُ الأَنْذالِ
وفي الختام صدق القائل:
فلا تغرنك الدنيا وزينتها… و انظر إلى فعلها في الأهل
والوطن…
فانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها… هل راح منها بغير الحنط
والكفن؟؟؟
خذ القناعة من الدنيا و ارض بها… لو لم يكن لك فيها إلا
راحة البدن…
يا زارع الخير تحصد بعده ثمرآ… يا زارع الشر موقوف على
الوهن…
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي… فعلآ جميلآ لعل الله يرحمني…
يا نفس ويحك توبي واعملي حسنآ… عسى تجزين بعد الموت بالحسن…
الدكتور أيمن عبد الحميد البدارين
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور ايمن البدارين الرسمي - aymanbadarin.com
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.